للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} عن صلاة العصر {حَتَّى تَوَارَتْ} الشمس.

{بِالْحِجَابِ} ظلمة الليل.

...

{رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (٣٣)}.

[٣٣] ثم قال: {رُدُّوهَا} أي: الخيل {عَلَيَّ} فرَدُّوها.

{فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} فجعل يقطع سوقها وأعناقها بالسيف، وكان الذبح على ذلك الوجه مباحًا في شريعته، فذبحها وتصدق بلحومها، فأبدله الله خيرًا منها الريح.

روي أنه قتلها إلا مئة، فجميع خيل الدنيا من تلك المئة. قرأ قنبل عن ابن كثير: (بِالسُّؤُقِ) بهمز الواو مضمومًا، وعنه وجه ثان بالهمز مجزومًا، وقرأ الباقون: بإسكان الواو بغير همز (١).

...

{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (٣٤)}.

[٣٤] {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ} اختبرناه وابتليناه بسلب ملكه (٢)، وسببه أنه


(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٥٣)، و"التيسير" للداني (ص: ١٦٨)، و"الكشف" لمكي (٢/ ١٦٠ - ١٦١)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ٢٦٤).
(٢) قال أبو حيان في "البحر المحيط" (٧/ ٣٨١): نقل المفسرون في هذه الفتنة وإلقاء الجسد أقوالًا يجب براءة الأنبياء منها، وهي ممَّا لا يحل نقلها؛ وهي من أوضاع اليهود والزنادقة، ولم يبين اللهُ الفتنةَ ما هي، ولا الجسد الذي ألقاه على =