فبايع الرجال ثمّ النِّساء، ولما جاء وقت الظهر، أذن بلال -رضي الله عنه- على ظهر الكعبة، وقام علي -رضي الله عنه- ومفتاح الكعبة في يده فقال: يا رسولَ الله! اجمع لنا الحجابةَ مع السقاية صلَّى الله عليك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أين عثمانُ بنُ طلحة؟ "، فدُعي له، فقال:"هاكَ مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بِرٍّ ووفاء، وقال: خذوها تالدةً خالدةً، لا ينزِعُها منكم إِلَّا ظالم، يا عثمان! إنَّ الله استأمنكم على بيته، فكلوا ممّا يصلُ إليكم من هذا البيت بالمعروف"(١).
* * *
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)}.
[١] قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ} لكَ يا محمدُ على من عاداك وناوأك {وَالْفَتْحُ} هو فتح مكّة والطائف ومدن الحجاز وكثير من اليمن.
[٢]{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} نصب على الحال من فاعل (يَدْخُلُونَ) أي: جماعات متفرقة؛ لأنّه - صلى الله عليه وسلم - لما فتح مكّة، جاءه العرب من أقطار العرب طائعين بعد أن كانوا يدخلون واحدًا واحدًا، واثنين اثنين، وما مات - صلى الله عليه وسلم - وفي بلاد العرب كلها موضع لم يدخله الإسلام.