للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ذكرنا، فإن نازعوك فيها، فأجبهم وقل:

{اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} أي: هو أعلم منكم، وقد أخبر بمدة لبثهم.

وعن علي رضي الله عنه أنه قال: "عند أهل الكتاب أنهم لبثوا ثلاث مئة شمسية، والله ذكر ثلاث مئة قمرية، والتفاوت بين الشمسية والقمرية في كل مئة سنة ثلاث سنين، فيكون في ثلاث مئة تسع سنين، فلذلك قال: وازدادوا تسعًا" (١).

{لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي: هو المختص بعلم ما غاب فيهما.

{أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} أي: ما أبصرَ اللهَ وأسمعَه! فلا يغيب عنه شيء {مَا لَهُمْ} أي: لأهل السموات والأرض {مِنْ دُونِهِ} أي: من دون الله {مِنْ وَلِيٍّ} يتولى أمورهم.

{وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} فليس لأحد أن يحكم بحكم لم يحكم به الله. قرأ ابن عامر: (وَلاَ تشرِكْ) بالخطاب وجزم الكاف على النهي، وقرأ الباقون: بالغيب، ورفع الكاف على الخبر؛ أي: لا يشركُ الله في حكمه (٢).

...

{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (٢٧)}.

[٢٧] ولما قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: {ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا} [يونس: ١٥]،


(١) انظر: "تفسير البغوي" (٣/ ٢٦)، و"تفسير ابن كثير" (٣/ ٨٠).
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٩٠)، و"التيسير" للداني (ص: ١٤٣)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٢٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣٦٠).