[٣٢] ثم قال تعالى: على جهة التوبيخ لهم: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} أي: نبوَّتَه، فيجعلون من شاؤوا أنبياء مع عجزهم؟ و (رَحْمَت) رسمت بالتاء في سبعة مواضع، ووقف عليها بالهاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب (١). ثم قال تعالى:
{نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ} ما يعيشون به {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} لأنا قادرون على ذلك.
{وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} بالفقر والغنى، والحرية والرق {لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا} بضم السين باتفاق القراء؛ من التسخير؛ أي: ليسخر الأغنياء بأموالهم الأجراء الفقراء بالعمل، فيكون بعضهم لبعض سبب معاش، فيلتئم قوام أمر العالم.
{وَرَحْمَتُ رَبِّكَ} الجنة {خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} من الأموال.
(١) وقد سلفت عند تفسير الآية (٢١٨) من سورة البقرة.