للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (٥٩)}.

[٥٩] {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى} في كل زمان.

{حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا} أي: في أعظمها {رَسُولًا} ينذرهم؛ لأن الرسل إنما تبعث غالبًا إلى الأشراف، وهم غالبًا يسكنون المدن، وقيل: المراد بأم القرى هاهنا: مكة، وبالرسول: محمد - صلى الله عليه وسلم -. قرأ حمزة، والكسائي: (إِمِّهَا) بكسر الهمزة حالة الوصل إتباعًا، وإذا ابتدأا، ضماها، وبه قرأ الباقون في الحالين (١).

{يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} ترغيبًا وترهيبًا.

{وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} أي: مشركون؛ أي: أهلكتهم بظلمهم.

{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٦٠)}.

[٦٠] {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ} من أسباب الدنيا {فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا} تتمتعون بها أيام حياتكم، ثم أنتم وهي إلى فناء.

{وَمَا عِنْدَ اللَّهِ} من الثواب {خَيْرٌ وَأَبْقَى} لأنه مستمر.


(١) انظر: "التيسير" للداني (ص: ٩٤)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣٤٣)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ٢٩).