{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} لِلِينِ جانبِهم، وقلَّةِ حرصِهم على الدنيا، وليسَ المرادُ جميعَ النصارى، بلْ مَنْ أسلمَ؛ كالنجاشيِّ وأصحابِه لما قدمَ عليهم المسلمونَ في الهجرةِ الأولى في السُّنةِ الخامسةِ من مبعَثِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، واسمُ النجاشيِّ أَصْحَمَةُ، ومعناهُ بالعربيِّ عَطِيَّةُ، وإنما النجاشي اسمُ الملكِ؛ كقولهم: قيصرَ، وكسرى.
{ذَلِكَ} أي: قربُ المودة.
{بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ} علماءَ.
{وَرُهْبَانًا} عُبَّادًا.
{وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} لا يتعظَّمون عن الإيمان.
[٨٣]{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ} محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.
{تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} والمرادُ: وفدُ النجاشيِّ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، لما سمعوا القرآنَ، رَقَّتْ قلوبُهم، وفاضَتْ عيونُهم بالدمعِ.
{يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} المقرِّينَ بنبوَّةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.