للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نطلب؛ لأنه وعد وجود الخضر حيث ينسى بعض متاعه. قرأ نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو، والكسائي: (نَبْغِي) بإثبات الياء وصلًا، وحذفها تخفيفًا وإتباعًا لخط المصحف، وقرأ ابن كثير، ويعقوب: بإثباتها وصلًا ووقفًا، وحذفها الباقون في الحالين (١).

{فَارْتَدَّا} رجعا {عَلَى آثَارِهِمَا} يقتصَّانِ الأثرَ الذي جاءا فيه.

{قَصَصًا} مصدر.

...

{فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (٦٥)}.

[٦٥] فأتيا الصخرة {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا} وهو الخضر على الصحيح، واسمه: بليا بن ملكان بن يقطر بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، وكان أبوه ملكًا، والخضر لقب له، سمي به لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّما سُمِّي خضرًا؛ لأنه جلس على فَروةٍ بيضاءَ، فاهتزَّت تحته خضرًا" (٢)، وترك الملك زهدًا في الدنيا، وقال مجاهد: سمي خضرًا؛ لأنه إذا صلى اخضَّر ما حوله (٣)، فأتاه


(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٩١ - ٤٠٣)، و"التيسير" للداني (ص: ١٤٧)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣١٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣٨١).
(٢) رواه البخاري (٣٢٢١)، كتاب: الأنبياء، باب: حديث الخضر مع موسى -عليهما السلام-.
(٣) انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (١٦/ ٤٠٢)، و"الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٤٢٠).