{وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (١٠٥)}.
[١٠٥] {وَكَأَيِّنْ} تقدَّمَ اختلافُ القراء في (وَكَأَيِّنْ) في سورةِ آلِ عمران عندَ تفسيرِ قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} [الآية: ١٤٦]؛ أي: وكَمْ {مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} من الآياتِ الدالةِ على الوحدانيةِ.
{يَمُرُّونَ عَلَيْهَا} يُشاهدونَها {وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} لا يَتَّعِظونَ بها.
...
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (١٠٦)}.
[١٠٦] {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} بعبادتِهم الوثنَ.
عن ابنِ عباسٍ أَنَّه قال: "نزلَتْ في تلبيةِ المشركينَ من العربِ، كانوا يقولونَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ إِلَّا شَرِيكٌ هَوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ" (١).
{أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١٠٧)}.
[١٠٧] {أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ} نِقْمَة تتغَشَّاهُمْ.
{مِنْ عَذَابِ اللَّهِ} يعني: الصواعقَ.
(١) انظر: "صحيح مسلم" (٢/ ٨٤٣)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٥٠٣) ,و"الدر المنثور" للسيوطي (٤/ ٥٩٣).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute