للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على قولين: فقيل: هي سر الله في القرآن، لا ينبغي أن يتعرض له، نؤمن بظاهره، ونترك باطنه، وقال الجمهور: بل ينبغي أن يتكلم فيها، وتطلب معانيها؛ فإن العرب قد تأتي بالحرف الواحد دالًا على كلمة، وليس في كتاب الله ما لا يفهم، وتقدم الكلام فيها أول سورة البقرة، قال ابن عباس: (كهيعص): هذه حروف دالة على أسماء من أسماء الله تعالى: (الكاف) من كبير، و (الهاء) من هاد، و (الياء) من علي، و (العين) من عزيز، و (الصاد) من صادق (١)، وقيل: معناه كافٍ لخلقه، هاد لعباده، يده فوق أيديهم، عالم ببريته، صادق في وعده.

...

{ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢)} [مريم: ٢].

[٢] {ذِكْرُ} خبر مبتدأ؛ أي: المتلوُّ ذكرُ {رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} وفيه تقديم وتأخير، معناه: ذكر ربك عبده زكريا برحمته، و (رحمت) بالتاء في سبعة مواضع، وقف عليها بالهاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب (٢)، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص عن عاصم: (زَكَرِيَّا) مقصورًا بغير همز حيث وقع، والباقون: بالهمز والمد (٣).

...


= و"تفسير البغوي" (٣/ ٧٣)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (١/ ٢٤١ - ٤٢٥ و ٢/ ٧١)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٢٥ - ٢٧).
(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٣٤٠٥)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (١٠/ ٣٠٠)، وغيرهما.
(٢) انظرها في تفسير الآية (٢١٨) في سورة البقرة.
(٣) انظرها في تفسير الآية (٣٧) من سورة آل عمران.