للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ابنُ عطيةَ أن هذا أرجحُ الأقوال؛ لأنه المظلومُ، ولفظةُ النصرِ تقابِلُ أبدًا الظلمَ (١).

...

{وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (٣٤)}.

[٣٤] {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أي: بالفعلَةِ التي هي أسرعُ إلى إصلاحِ حالِه ومالِه.

{حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} منتهى بلوغِه، وتقدَّمَ الكلامُ على الرشدِ، وأحكامِ البلوغِ، واختلافُ الأئمةِ فيه مستوفىً في سورةِ النساء عندَ تفسيرِ قولِه تعالى: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} [النساء: ٦].

{وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ} إذا عاهدْتُم لكلِّ أحدٍ {إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} عنهُ.

...

{وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (٣٥)}.

[٣٥] {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ} ولا تَبْخَسوا فيه.

{وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} بالميزانِ السَّوِيِّ، وهو رومِيٌّ عُرِّبَ، ولا يقدحُ ذلكَ في عربيةِ القرآنِ؛ لأنَّ العجميَّ إذا استعملَتْه العربُ وأَجرته مُجرى كلامِهم في الإعرابِ والتعريفِ والتنكيرِ ونحوها، صار عربيًّا. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ، وحفصٌ عن عاصمٍ: (بالْقِسْطَاسِ) بكسرِ


(١) انظر: "المحرر الوجيز" (٣/ ٤٥٣).