{وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} وخَصَّ المشركين هنا بالذكرِ لما كانت الكراهيةُ مختصةً بظهورِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فذكر المعظمَ الأولَ ممن كرهَ ذلكَ وصدَّ فيه، وذكرَ الكافرين في الآية قبلُ؛ لأنها كراهيةُ إتمامِ نورِ اللهِ في قديمِ الدهرِ وفي باقيه، فعمَّ الكفرةَ من لَدُنْ خَلْقِ الدنيا إلى انقراضِها، وقد وقعتِ الكراهيةُ والإتمامُ مرارًا.
[٣٤]{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ} هم علماءُ اليهودِ.
{وَالرُّهْبَانِ} مجتهدو النصارى في العبادةِ بالباطلِ.
{لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} أي: يأخذونها بالرُّشا في الحكم.
{وَيَصُدُّونَ} يصرفون الناس {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} دينه.
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ} يجمعونَ {الذَّهَبَ} سُمِّي ذهبًا؛ لأنه يذهبُ ولا يبقى {وَالْفِضَّةَ} لأنها تنفضُّ؛ أي: تتفرَّقُ {وَلَا يُنْفِقُونَهَا} أي: الكنوزَ.
{فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} عن ابن عباسٍ وابنِ عمرَ: "كُلُّ