كما يدعو اللهَ {بِالْخَيْرِ} ولو استجابَ اللهُ دعاءَهُ على نفسِه، لهلكَ، ولكنَّ اللهَ لا يستجيبُ له بفضلِه.
{وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} ضجرًا لا صبرَ له على السَّراءِ والضَّراءِ. وحُذفت الواوُ من (يَدْعُ) في اللفظِ والخطِّ، ولم تحذفْ في المعنى؛ لأنها في موضعِ رفعٍ، فكان حذفُها باستقبالِها اللامَ الساكنة؛ كقوله:{سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ}[العلق: ١٨]{وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ}[الشورى: ٢٤]{وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ}[النساء: ١٤٦].
{وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} أي: بَيِّنَةً يُبْصَرُ بها الأشياءُ.
{لِتَبْتَغُوا} لِتَطْلُبوا {فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} في النهارِ أسبابَ معاشِكم.
{وَلِتَعْلَمُوا} بها {عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} أي: لو تركَ اللهُ الشمسَ والقمرَ كما خَلَقَهما، لم يُعْرَفِ الليلُ من النهار، ولم يُعْلَمْ وقتُ فطرِ الصائمِ، ولا وقتُ الحجِّ ونحوِهما {وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} بيناه بيانًا ظاهرًا.