أتيتُهم، وقد أَهلكتَ خيارَهم، {لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا}[الأعراف:١٥٥]، فلم يزلْ يناشدُ ربَّه حتى أحياهم الله رجلًا بعدَ رجل بعد ما ماتوا يومًا وليلة، ينظرُ بعضهم إلى بعضٍ كيف يُحْيون، وذلك قوله:
[٥٧]{وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ} في التيه يَقيكم حرَّ الشمسِ، والغَمامُ جمعُ غمامةٍ، من الغَمِّ، وأصلُه التَّغْطِيَةُ والسَّتْرُ، سُمِّي السحابُ غمامًا؛ لأنه يغطِّي وجهَ الشمس، وذلك أنه لم يكنْ لهم في التيه كِنٌّ يسترُهم، فشكَو إلى موسى -عليه السلام-، فأرسل الله غمامًا أبيضَ رقيقًا أطيبَ من غمام
(١) رواه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (١/ ٢٩٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١/ ١١٢).