[١٧]{إِذْ يَتَلَقَّى} أي: واذكر إذ يتلقى {الْمُتَلَقِّيَانِ} أي: يتلقن، ويأخذ الملكان الموكلان بالإنسان عمله ويكتبانه.
{عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ} فالذي عن اليمين يكتب الحسنات، والذي عن الشمال يكتب السيئات {قَعِيدٌ} أي: مُقاعِد، وهو المجالس الملازم، ولم يقل: قعيدان اكتفاءً بأحدهما عن الآخر.
قال - صلى الله عليه وسلم -: "كاتبُ الحسنات على يمين الرجل، وكاتب السيئات على يسار الرجل، وكاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات، فإذا عمل حسنة، كتبها صاحب اليمين عشرًا، وإذا عمل سيئة، قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: دعه سبعَ ساعات؛ لعله يسبح أو يستغفر"(١).
[١٨]{مَا يَلْفِظُ} الإنسان {مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ} يرقب قوله ويحفظه عليه.
{عَتِيدٌ} حاضر معه، وأراد: رقيبين وعتيدين، فاكتفى بأحدهما عن الآخر.
(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٧٧٨٧)، وفي "مسند الشاميين" (٤٦٨)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٧٠٤٩)، والروياني في "مسنده" (١٢١٥)، والثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٩٩)، ومن طريقه: البغوي في "تفسيره" (٤/ ٢١٩)، كلهم من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٢٠٨): وفيه جعفر بن الزبير، وهو كذاب.