للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(زعم) مستعملة في فصيح من الكلام إلا عبارة عن الكذب، أو قول انفرد به قائله، فيريد له (١) قائله (٢) أن يبقي عهدته على الزاعم، ففي ذلك ما ينحو إلى تضعيف الزعم.

ثم أمر تعالى نبيه بأن يجيب نفيهم بما يقتضي الرد عليه، وإيجاب البعث، وأن يؤكد ذلك بالقسم، ثم يوعدهم بأنهم يجزون بأعمالهم على جهة التوبيخ المؤدي إلى العقاب، فقال تعالى:

{قُلْ} يا محمد: {بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ} بالمحاسبة والمجازاة.

{وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} لقدرته عليه.

{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٨)}.

[٨] {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} محمد - صلى الله عليه وسلم - {وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا} هو القرآن ومعانيه.

{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} فمجازٍ عليه.

{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩)}.

[٩] {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ} العامل فيه {لَتُنَبَّؤُنَّ} قرأ يعقوب: (نَجْمَعُكُمْ)


(١) "له" سقط من "ت".
(٢) في "المحرر الوجيز": "ناقله".