للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إلى البحر المحيط، فهال ذلك ملوك المغرب، فوفدت عليه رسلهم بالانقياد والطاعة، ودخل الظلمات مما يلي القطب الشمالي وبحر الشمس في الجنوب في أربع مئة رجل من أصحابه يطلب عين الحياة، فلم يصبها، فسار فيه ثمانية عشر يومًا، وبنى اثنتي عشرة مدينة سماها كلها إسكندرية، وكانت مملكته اثنتي عشرة سنة، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: أربع عشرة، وكان عمره ستًّا وثلاثين سنة، كذا نقله بعض المؤرخين، وقال الكواشي: قالوا: وعاش ألفًا وست مئة سنة، وحكى البيضاوي قولًا أن سبب تسميته بذي القرنين؛ لأنه انقرض في أيامه قرنان من الناس، والله أعلم (١).

{قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ} سأذكر لكم {مِنْهُ} من خبره {ذِكْرًا} خبرًا.

...

{إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (٨٤)} [الكهف: ٨٤].

[٨٤] {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ} بأن قويناه.

{وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} أي: من أسباب كل شيء و (٢) أراده.

...

{فَأَتْبَعَ سَبَبًا (٨٥)} [الكهف: ٨٥].

[٨٥] {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} أي: اقتفى طريقًا موصلًا إلى مراده. قرأ الكوفيون، وابن عامر: (فَأَتْبَعَ) (ثُمَّ أَتْبَعَ) بقطع الهمزة وإسكان التاء في المواضع الثلاثة، أي: أدرك، ولحق، وقرأ الباقون، وهم أهل الحجاز والبصرة:


(١) انظر: "تفسير البيضاوي" (٣/ ٥١٩).
(٢) "و" زيادة من "ت".