للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبرْني عن النجومِ التي رآهنَّ يوسفُ، فسكتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزلَ جبريلُ فأخبرَه بذلك، فقال عليه السلام لليهوديِّ: "إِنْ أَخْبَرْتُكَ بِذَلِكَ هَلْ تُسْلِمُ؟ "، قال: نعم، قال: "جَرْبَانُ؛ وَالطَّارِقُ، والذَّيالُ، وقَابِسٌ، وَعَمُودَان، وَالْفُلَيْقُ، وَالْمُصَبِّحُ، وَالصَّروخُ، وَالْفَرْغُ، وَوَثَّابٌ، وَذُو الْكَتِفَيْنِ رَآهَا يُوسُفُ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ نَزَلْنَ مِنَ السَّمَاءِ، وَسَجَدْنَ لَهُ"، فقالَ اليهوديُّ: إي واللهِ إنها لأسماؤها (١).

وكان النجومُ في التأويلِ إخوتَه، وكانوا أحدَ عشرَ؛ لأنه يُستضاء بالإخوةِ كما يُستضاءُ بالكواكبِ، وَالشَّمسُ أُمُّه، والقمرُ أبوه.

...

{قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٥)} [يوسف: ٥].

[٥] فلما ذكر ذلك لأبيه {قَالَ يَبُنَيَّ} قرأ حفصٌ عن عاصمٍ: (يَا بُنَيَّ) بفتحِ الياءِ، والباقونَ: بكسرِها، وتصغيرُ (بني) للشفقةِ (٢).

{لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ} فهمَ يعقوبُ عليه السلام من رؤياه أنَّ اللهَ يصطفيهِ لرسالتِه، ويفوقُ على إخوته، فخافَ عليه حسدَهم، فأمره


(١) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٧/ ٢١٠١)، والعقيلي في "الضعفاء" (١/ ٢٥٩)، وابن حبان في "المجروحين" (١/ ٢٥٠)، والحاكم في "المستدرك" (٨١٩٦).
(٢) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٢٧)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٨٩)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ١٤٧).