وتسمى: سورةَ القتال، مدنية بإجماع، وقيل: إنَّ قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ} الآية نزلت بمكة في وقت دخول النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فيها عام الفتح، أو سنة الحديبية، وما كان مثل هذا، فهو معدود في المدني؛ لأنّ المراعى في ذلك إنّما هو ما كان قبل الهجرة أو بعدها، وآيها: ثمان وثلاثون آية، وحروفها: ألفان وثلاث مئة وتسعة وأربعون حرفًا، وكلمها: خمس مئة وتسع وثلاثون كلمة.
{عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} أي: شرعِ الله وطريقِه الّذي دعا إليه، وهو الإسلام، وخبر المبتدأ.
{أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} أبطلها، فلم يقبلها، وهي ما فعلوا من إطعام الطّعام وصلة الأرحام، والإشارة في {الَّذِينَ كَفَرُوا} إلى أهل مكّة الذين أخرجوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.