للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (١٣٢)}.

[١٣٢] {وَقَالُوا} هو يعني: القبطَ لموسى {مَهْمَا} أصلهُ: (ما) الشرطية أضيفتْ إليها (ما) المزيدة للتأكيد (١)، فصارت ماما، ثمّ قلبتْ ألفُها استثقالًا للتكثير.

{تَأْتِنَا بِهِ} أي: أيُّما شيءٍ تُحضِرُنا تأتنا به.

{مِنْ آيَةٍ} بيانٌ لـ: "مهما"، وسموها آيةً استهزاءً لموسى.

{لِتَسْحَرَنَا بِهَا} لتنقلَنا عمَّا نحن عليه.

{فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} أي: لا نخدِعُ لك بدليلٍ ما، ولا نصدِّقُك.

قرأ أبو عمرٍو: (نَحْن لكَ) وشبهَه حيثُ وقعَ بإدغامِ النونِ في اللام (٢).

* * *

{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (١٣٣)}.

[١٣٣] {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ} وهو السيلُ الشديدُ، ودخلَ بيوتَهم حتّى بلغَ تَراقِيَهم، فمن جلسَ منهم غرقَ، ودامَ سبعةَ أيامٍ من السبتِ إلى السبتِ، ولم يدخلْ بيتَ إسرائيليٍّ معَ اشتباكِها ببيوتهم، فقالوا لموسى: ادعُ رَبَّكَ يكشفْ عَنَّا، ونحن نؤمنُ بكَ، ونرسلُ معكَ بني إسرائيل، فدعا، فَرُفِعَ، فأخصبتْ بلادُهم، فلم يؤمنوا.


(١) "للتأكيد" ساقطة من "ن".
(٢) انظر: "الإتقان" للسيوطي في النوع "الحادي والثلاثون".