للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وذم ضدهم فقال: {وَمَنْ يُضْلِلِ} أي: يضلله تعالى بخذلانه.

{فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} يرشده إلى فلاحه.

{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (١٨)}.

[١٨] {وَتَحْسَبُهُمْ} يا محمد {أَيْقَاظًا} جمع يَقُظ؛ كعضُد؛ أي: منتبهين؛ لأنهم كانت أعينهم مفتحة في نومهم {وَهُمْ رُقُودٌ} نيام، جمع راقد، ويتنفسون مع ذلك ولا يتكلمون {وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ} مرة للجنب الأيمن، ومرة للجنب الأيسر.

قال ابن عباس: "كانوا يقلبون في السنة مرة من جانب إلى جانب؛ لئلا تأكل الأرض لحومهم" (١)، ويقال: كان يوم عاشوراء يوم تقلبهم.

{وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ} مادٌّ يديه {بِالْوَصِيدِ} والوصيد: العتبة التي لباب الكهف، أو موضعها حيث ليست على الأصح، وقيل: هو فناء الباب، والباب الموصد: هو المغلق، وأكثر أهل التفسير على أنه كان من جنس الكلاب.

قال ابن عباس: "كان كلبًا أنمر، واسمه قطمير" (٢)، وقيل كان أسدًا،


(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٣٦٦).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٣٧٣).