[١٠٥] ثم أخبرَ تعالى أنَّ الكفارَ هم المفترونَ فقالَ: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ} إشارةٌ إلى قريشٍ {هُمُ الْكَاذِبُونَ} على الحقيقةِ، لأن تكذيبَ الآياتِ والطعنَ فيها بهذهِ الخرافاتِ أعظمُ الكذبِ.
[١٠٦] رُوِيَ أنَّ عمارَ بنَ ياسرٍ سَبَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عندَ المشرِكينَ مُكْرَهًا، فقالَ المسلمونَ: قد كفرَ عمارٌ، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: "كَلَّا، إِنَّ عَمَّارًا قَدْ مُلِئ إِيمانًا مِنْ قَرْنِهِ إِلىَ قَدَمِهِ، وَاخْتَلَطَ الإِيمَانُ بِلَحْمِهِ وَدَمِه"، فأتى عمارٌ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: نلتُ منكَ يا رسولَ الله، قالَ:"كَيْفَ وَجَدْتَ قَلْبَكَ؟ " قال: مطمئنًا،