للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} نزلتْ في ذي الخُوَيْصِرَةِ التميميِّ، واسمُه حرقوصُ بنُ زهير أصلُ الخوارج، كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقسمُ غنائمَ حُنين، فاستعطفَ قلوبَ أهلِ مكَّةَ بتوفيرِ الغنائمِ عليهم، فقال: اعدلْ يا رسولَ الله، فقال: "وَيْلَكَ! إِنْ لَمْ أَعْدِلْ فَمَنْ يَعْدِلُ؟! " (١) و (٢) قيل: نزلتْ في أبي الجواظِ المنافقِ، قال: ألا ترونَ إلى صاحبِكم، إنما لقيتُم صدقاتِكم في رُعاةِ الغنمِ، ويزعمُ أنه يعدلُ (٣)، (وإذا) للمفاجأةِ جُعِلَتْ جوابًا للشرط، وهي هنا ظرفُ مكانٍ، التقديرُ: إِن لم يُعْطَوا، فاجؤوا السَّخط.

* * *

{وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (٥٩)}.

[٥٩] {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} ما أعطاهم الرسولُ من الغنيمةِ والصدقةِ، وذكرُ اللهِ للتعظيم.

{وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ} كفانا فضلُه.

{سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} صدقةً أو غنيمةً أخرى.

{وَرَسُولُهُ} فيؤتينا أكثرَ مما آتانا.


(١) رواه البخاري (٣٤١٤)، كتاب: المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام، ومسلم (١٠٦٤)، كتاب: الزكاة، باب: ذكر الخوارج وصفاتهم، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
(٢) في "ن": "أو".
(٣) قال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (٢/ ٧٨ - ٧٩): غريب.