[٨٨]{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} أجبناه {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} من تلك الظلمات.
{وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} من كل كرب إذا استغاثوا بنا. قرأ ابن عامر، وأبو بكر عن عاصم:(نُجِّي) بنون واحدة وتشديد الجيم وتسكين الياء، على معنى:(نُنَجِّي)، ثم حذفت إحدى النونين تَخفيفًا، كما جاء عن ابن كثير وغيره قراءة {وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} في الفرقان [الآية: ٢٥]، قال الإمام أبو الفضل الرازي في كتابه "اللوامح": {وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} على حذف النون الذي هو فاء الفعل من (نُنَزِّل). قراءة أهل مكة ووجه النضب في المؤمنين: أن المصدر قام مقام الفاعل، فبقي الـ (المؤمنين) مفعولًا به صريحًا، تقديره: نجي النجاء المؤمنين، ونظيره {ليَجْزِىَ قَوْمَا} على قراءة أبي جعفر في الجاثية [الآية: ١٤]؛ أي: ليجزي الجزاء قومًا، وقرأ الباقون: بنونين، الثانية ساكنة مع تخفيف الجيم مستقبل أنجينا، وقد اعترض الزمخشري وغيره على قراءة ابن عامر وأبي بكر، وزعموا أنها لحن، فرد الكواشي اعتراضهم، وبين وجه الصحة فيها، وأشبع الكلام في ذلك (١).