[١٨]{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أي: لا يحمل أحد ذنب غيره، وأمّا قوله:{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ}[العنكبوت: ١٣]، فالمراد: الضالون والمضلون، وإضلال تابعيهم من جملة ذنوبهم، فلذلك حملوه.
{وَإِنْ تَدْعُ} نفس {مُثْقَلَةٌ} وبالذنوب {إِلَى حِمْلِهَا} الّذي عليها من الذنوب.
{لَا يُحْمَلْ مِنْهُ} من حملها {شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ} المدعو {ذَا قُرْبَى} ذا قرابة؛ كأم وأب وأخ.
{إِنَّمَا تُنْذِرُ} إنّما ينتفع بإنذارك {الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ} أي: يخافونه، ولم يروهُ، وخص الخاشون بالإنذار. لأنّهم هم المنتفعون به {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} خص من الأعمال إقامة الصّلاة؛ تنبيهًا عليها، وتشريفًا لها، ثمّ أومأ تعالى إلى غناه عن خلقه بقوله:
{وَمَنْ تَزَكَّى} تَطهَّر عن دنس المعاصي، وأصلح العمل.
{فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ} فصلاحُه مختصٌّ به.
{وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} فيجازيهم على تزكيتهم.