للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ} وعدٌ لهم بإحاطةِ الرحمةِ عليهم، والسينُ لتحقيقِه، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} لتقديرِهِ.

* * *

{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٠٠)}.

[١٠٠] {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ} الذين صَلَّوا إلى القبلتينِ، وهم الذين هَجَروا قومَهم، وفارقوا أوطانَهم.

{وَالْأَنْصَارِ} أهلِ بيعةِ العقبةِ الأولى وكانوا سبعةً، وأهلِ بيعةِ العقبةِ الثانيةِ وكانوا سبعين، والذين آمنوا حينَ قدمَ عليهم أَبو زُرارةَ مصعبُ بنُ عُميرٍ يعلِّمُهم القرآنَ، فأسلمَ معه خلقٌ كثيرٌ وجماعةٌ من النساءِ والصِّبيانِ.

قرأ يعقوبُ: (وَالأَنْصَارُ) برفع (١) الراءِ عطفًا على قولِهِ: (وَالسَّابِقُونَ) (٢)، والأنصارُ: همُ الذين نَصَروا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - على أعدائِه، وآوَوْا أصحابَهُ.

{وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} هم بقيةُ المهاجرينَ والأنصارِ، أو مَن استنَّ بهم إلى يومِ القيامة.

{رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} لطاعتِهم {وَرَضُوا عَنْهُ} لإفاضَتِهِ عليهِمُ الخيرَ.

{وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ} قرأ ابنُ كثير: (مِنْ تَحْتَهَا)


(١) في "ش": "بضم".
(٢) انظر: "تفسير البغوي" (٢/ ٣١٨)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٨٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣٨).