للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{فَخُورٌ} والفرحُ: لذةٌ في القلبِ بنيلِ المشتهى، والفخرُ: هو التطاوُلُ على الناس بتعديدِ المناقبِ، وذلك منهيٌّ عنه. قرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ، وأبو عمروٍ (عَنِّيَ) بفتح الياء، والباقون: بإسكانها (١).

...

{إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١١)}.

[١١] {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} استثناءٌ متصلٌ على ما تقدَّمَ من أن (الإنسانَ) عامٌّ، ويرادُ به الجنسُ.

{أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} هو الجنةُ.

...

{فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (١٢)}.

[١٢] {فَلَعَلَّكَ} يا محمدُ {تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ} أي: تاركٌ تبليغَ ما يسوؤهم رجاءَ توبتِهم، وذلكَ أن كفارَ مكةَ لما قالوا: {ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا} [يونس: ١٥] ليس فيه سبُّ آلهتنا، هَمَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يدعَ سبَّ آلهتهم ظاهرًا، فأنزل اللهُ الآية (٢).


(١) انظر: "الكشف" لمكي (١/ ٥٣٩)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٩٢)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ١٠٣).
(٢) انظر: "تفسير البغوي" (٢/ ٣٩٠).