للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (٣٠)}.

[٣٠] وكانَ أحياءُ العربِ يبعثونَ أيامَ الموسمِ مَنْ يأتيهِمْ بخبرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فإذا جاءَ، سأل الذين قعدوا على الطريقِ عنه، فيقولون: ساحرٌ، وكاهنٌ، وشاعرٌ، وكذابٌ، ومجنونٌ، ويأمرونَه بالانصرافِ، ويقولون: لا تَلْقَهُ خيرٌ لكَ، فيدخلونَ مكةَ ويسألونَ أصحابَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فيخبرونَ بصدقِهِ، وأَنه نبيٌّ مبعوثٌ، فذلكَ قولُه تعالى: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا} يعني: المؤمنين (١) {مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا} أنزلَ {خَيْرًا} ثم ابتدأَ فقال: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا} وَحَّدُوا {فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ} كرامةٌ من الله، وهي تضعيفُ الأجرِ إلى العشرِ {وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ} أي: ولَثوابُهم في الآخرةِ خيرٌ منها {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} الجنةُ.

...

{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (٣١)}.

[٣١] ثم فَسَّرَها {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ} من أنواعِ المشتَهَياتِ {كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ}:

...

{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٣٢)}.


(١) انظر: "تفسير البغوي" (٢/ ٦١٢).