للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[٩٤] ولما كانوا محرِمينَ عامَ الحُدَيبيةِ، ابتلاهُمُ اللهُ بالصيدِ، وكانتِ الوحوشُ تَغْشاهم في رحالِهم بحيثُ تمكَّنُوا من صيدِها أَخْذًا بأَيديهِم، وطَعْنًا برماحِهم وهُم مُحْرِمونَ، فنزلَتْ:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ} (١) ليختبرنَّكُمْ ليظهرَ المطيعُ من العاصي.

{بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ} إنما خصَّ فقالَ: {بِشَيْءٍ} لأنهُ ابتلاهمُ اللهُ بصيدِ البرِّ خاصَّةٍ.

{تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ} يعني: الفرخَ والبيضَ وما لا يقدرُ أن يفرَّ. قرأ أبو عمرٍو: (مِنَ الصَّيْد تنَالُهُ) بإدغامِ الدالِ في التاء (٢).

{وَرِمَاحُكُمْ} تنالُ كبارَهُ.

{لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ} ليتميزَ الخائفُ من عقابِه باجتنابِ الصيدِ ممَّنْ لا يخافُهُ؛ لضعفِ قلبِه، وقلةِ إيمانِه.

{فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ} بصيدِه بعدَ التحريم.

{فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فالوعيدُ لاحقٌ بهِ.

...

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ


(١) انظر: "تفسير البغوي" (١/ ٧١١).
(٢) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ٢٠٥)، و"معجم القراءات القرآنية" (٢/ ٢٣٦).