للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٢)}.

[٢٢] {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} أكد الخلودَ بالتأبيدِ؛ لأنّه قد يستعمل للمكثِ الطويل {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}.

* * *

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٢٣)}.

[٢٣] عن ابن عبّاس رضي الله عنه: "لما أمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الناسَ بالهجرةِ إلى المدينة، فمنهم من تعلَّقَ به أهلُه وولدُه يقولون: ننشدُكَ بالله ألَّا تُضَيِّعَنا، فيرقُّ، فيقيمُ عليهم، ويدعُ الهجرةَ، فأنزل اللهُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ} (١) أصفياءَ وبطانةً يمنعونكم عن الإيمان، ويصدُّونكم عن الطاعةِ.

{إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ} واختلافُ القراء في الهمزتين من (أَوْلِياءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا) كاختلافِهم فيهما من (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ) في سورة البقرة.

{وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ} يؤثر المقامَ على الهجرةِ والجهادِ.

{فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون} بوضعِهم الموالاةَ في غيرِ موضعِها، وكان في ذلك الوقتِ لا يُقَبل الإيمانُ إِلَّا من مهاجرٍ.

* * *


(١) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: ١٣٧)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٢٦٠).