-وكانَ صنمًا من زَبَرْجدٍ أخضرَ باسمِ عُطارد- إنْ لم يفعلْ لتعجلنَّ له ذلكَ، ثم أمرتْ بنزعِ ثيابهِ، وألبسَتْه الصوفَ.
{قَالَ رَبِّ} أي: يا ربِّ {السِّجْنُ} أي: المحبسُ. قراءة العامةِ بكسرِ السين، وقرأ يعقوبُ: بالفتح على المصدر (١).
{أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} أحبَّ سُكنى السجنِ على قضاءِ حاجتهنَّ، وقيل: لو لم يقلْ: السجنُ أحبُّ إليَّ، لم يُبْتَلَ بالسجن، والأَوْلى بالمرءِ أن يسألَ الله العافيةَ.
{وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ} أي: وإن لم تُنَجِّني أنت، ومعناه: الاستسلامُ لله تعالى والتوكُّلُ عليه {أَصْبُ} أَمِلْ {إِلَيْهِنَّ} مأخوذٌ من الصَّبوةِ، وهي أفعالُ الصِّبا.
{وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} الذين لا يُراعونَ أوامرَ اللهِ ونواهيَهُ، وهو قولٌ يتضمَّنُ التشكيَ إلى اللهِ من حالِه معهنَّ، والدعاءَ إليهِ في كشفِ بلواه.