للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

"إن ابني هذا سيد" (١)، ومعاوية، وإن نقل عنه ذلك، ولكن نقل عنه ما أنه رجع عن ذلك، وغير معاوية من بقية الأمويين المانع بذلك لا يعتد به، وعلى الأصح، فقوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} إنما سيق لانقطاع حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يمنع من الإطلاق المراد به: أنه أبو المؤمنين في الاحترام والإكرام من هو أحق] (٢).

{وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} نصب اللام والميم عطفًا على خبر (كَانَ). قرأ عاصم: (وَخَاتَمَ) بفتح التاء على الاسم؛ أي: آخرهم، وقرأ الباقون: بكسرها على الفاعل (٣)؛ لأنه ختم النبيين، فهو خاتمهم؛ أي: لا يُنَبَّأُ نبي بعده أبدًا، وإن نزل عيسى بعده، فهو ممن نبئ قبله، ولأنه ينزل بشريعته، ويصلي إلى قبلته، فكأنه من أمته.

{وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} عموم، والمقصد به هنا: علمه تعالى بما رآه الأصلحَ لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وبما قدره في الأمر كله.

* * *

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١)}.

[٤١] {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ} بما هو أهله من التهليل والتكبير


(١) رواه البخاري (٣٤٣٠)، كتاب: المناقب، باب: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من "ت".
(٣) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٢٢)، و"التيسير" للداني (ص: ١٧٩)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٥٧٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ١٢٨).