للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على ظهر الأرض أحد" (١)، ولو كان الخضر حيًّا، لكان لا يعيش بعده.

...

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (٨٣)}.

[٨٣] {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} هو الإسكندر الذي ملك الدنيا، وكان في زمن سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، وقيل: اسمه عبد الله، أو مرزبان، وكان عبدًا صالحًا، أحب الله فأحبه الله، وناصح الله فناصحه الله، وهو من ذرية نوح عليه السلام، وسمي ذا القرنين؛ لأنه بلغ قرني الشمس: مشرقها ومغربها، وقيل: بعثه الله إلى قومه، ولم يكن نبيًّا، فأمرهم بالتقوى، فضربوه على قرنه فمات، فأحياه الله تعالى، ثم بعثه مرة أخرى إليهم، فضربوه على قرنه فمات، فأحياه، فسمي ذا القرنين، وقيل غير ذلك.

قال ابن عطية: أحسن الأقوال أنه كان ذا ظفرتين من شعرهما قرناه، فسمي به، والظفائر قرون الرأس (٢).

وروي أن جميع من ملك الدنيا كلها أربعة: مؤمنان، وكافران، فالمؤمنان: سليمان بن داود، والإسكندر، والكافران: نمرود، وبخت نصر.

وتوفي الإسكندر بناحية السواد بشهرزور بعد أن غزا الهند حتى انتهى


(١) رواه البخاري (١١٦)، كتاب: العلم، باب: السهر في العلم، ومسلم (٢٥٣٧)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم"، عن ابن عمر -رضي الله عنهما-.
(٢) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (٣/ ٥٣٨).