للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنت تريدُه بعينه، فهو (١) على هذا تمثيلٌ بمثالٍ واحد.

{هَلْ يَسْتَوِيَانِ} أي: الفريقانِ {مَثَلًا} تمييز.

{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} تَتَّعظون. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ،

وحفصٌ عن عاصمٍ: (تَذْكُرونَ) بالتخفيف، والباقون: بالتشديدِ (٢).

...

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٥)}.

[٢٥] {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} قرأ نافعٌ، وابنُ عامرٍ، وعاصمٌ، وحمزةُ: (إنِّي) بكسرِ الهمزة؛ أي: فقال: إني؛ لأن في الإرسالِ معنى القولِ، وقرأ الباقون: بفتح الهمزة؛ أي: بـ (أني) (٣)، والنذرُ والمنذِرُ هو المحذِّرُ.

...

{أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٢٦)}.

[٢٦] {أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} هو يومُ القيامةِ، وُصِفَ بذلك؛ لأن العذابَ يكونُ فيه، وتقدمَ ذكرُ الاختلافِ في عمرِه حينَ بعثَهُ اللهُ إلى قومِه في سورة الأعرافِ عندَ تفسيرِ قولهِ تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [الأعراف: ٥٩]، ولبثَ يدعو قومَه تسعَ مئةٍ وخمسينَ


(١) في "ت": "فهي".
(٢) المصادر السابقة.
(٣) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٣٢)، و"التيسير" للداني (ص: ١٢٤)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٣٩٥)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ١٠٥ - ١٠٦).