{وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} فتنقلب العداوة محبة، وهذا أمر لحاطب والمؤمنين بالاقتداء بإبراهيم ومن معه من المؤمنين في التبرؤ من المشركين. واختلاف القراء في الهمزتين من (الْبَغْضَاءُ أَبَدًا) كاختلافهم فيهما من (الْمَلأُ أَفْتوني) في سورة النمل [الآية: ٣٢].
{إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} مستثنى من (أُسْوَة) يعني: لكم أسوة في إبراهيم، إلا في استغفاره لأبيه المشرك؛ فإن إبراهيم عليه السلام كان قد قال لأبيه:{لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ} ثم تبرأ منه كما تقدم في سورة التوبة؛ لأن استغفار المؤمن للكافر لا يجوز، قال إبراهيم لأبيه:
{وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ} ما أدفعُ عنك من عذابه {مِنْ شَيْءٍ} إن عصيتُه وأشركتُ.
{رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} حكاية عن قول إبراهيم والذين معه: أنه هكذا كان، وقيل: هو أمر للمؤمنين؛ أي: قولوا ذلك.