للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٥)} [يوسف: ٢٥].

[٢٥] ورُوي أنها سترَتْ صنمًا كانَ عندَها، فقال: لِمَ سترتِهِ؟ قالت: أَسْتَحيي أن يراني على معصية، فقال: أتستحيينَ ممن لا يسمعُ ولا يبصرُ، وأنا أحقُّ أن أستحييَ من ربي؟ وهرب (١).

{وَاسْتَبَقَا الْبَابَ} وَحَّدَ البابَ، وأرادَ: الجنس؛ أي: تسابقا إليه، وذلك أن يوسفَ فرَّ منها ليخرجَ، وأسرعتْ وراءه لتمنعَه الخروجَ، فأدركَته، فلزمَتْه.

{وَقَدَّتْ} شَقَّتْ {قَمِيصَهُ} نِصفين {مِنْ دُبُرٍ} من خَلْفِه.

{وَأَلْفَيَا} وَجَدا {سَيِّدَهَا} زوجَها قِطفيرَ، وكان عِنِّينًا لا يأتي النساءَ {لَدَى الْبَابِ} عندَ البابِ جالسًا، فلما رأتْهُ.

{قَالَتْ} سابقةً بالقولِ لزوجِها:

{مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا} أي: زنًا، ثم خافَتْ عليه أن يُقتلَ فقالتْ: {إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ} أي: يُحْبَسَ {أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} يضربُ بالسياطِ.


(١) قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" (١٢/ ١٩١): وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله جلَّ ثناؤه أخبر عن همِّ يوسف وامرأة العزيز كل واحد منهما بصاحبه لولا أن رأى يوسف برهان ربه، وذلك آية من آيات الله زجرته عن ركوب ما هم به يوسف من الفاحشة. وجائز أن تكون تلك الآية صورة يعقوب، وجائز أن تكون صورة الملك، وجائز أن يكون الوعيد في الآيات التي ذكرها الله في القرآن على الزنا، ولا حجة للعذر قاطعة بأي ذلك من أي. والصواب أن يقال في ذلك ما قاله الله تبارك وتعالى، والإيمان به، وترك ما عدا ذلك إلى عالمه.