{أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} فيسمع صوتًا، ولا يرى شخصًا {أَوْ يُرْسِلَ} تعالى {رَسُولًا} إما جبريل، أو غيره {فَيُوحِيَ} تعالى إلى ذلك الرسول {بِإِذْنِهِ} باختياره تعالى.
{مَا يَشَاءُ} من الوحي، فيكلم ذلك الرسول بالموحَى إليه الرسلَ؛ بأن يلقيه عليهم.
{إِنَّهُ عَلِيٌّ} عن صفات المخلوقين {حَكِيمٌ} في صنعه. قرأ نافع (أَوْ يُرْسِلُ) برفع اللام على الاستئناف (فَيُوحِي) بإسكان الياء عطف على (يُرْسِلُ)؛ أي: ما جاز أن يفهم ما عنده تعالى أحد من البشر إلا من هذه الأوجه الثلاثة، أو بعضها، مع عدم الرؤية. وقرأ الباقون: بنصب اللام والياء عطفًا على محل (وَحْيًا)(١)؛ لأنه بتأويل المصدر فـ (مِنْ) في (مِنْ وَرَاءِ) متعلقة بمحذوف تقديره: إلا أن يوحي، أو أن يُسمع من وراء حجاب، أو أن يرسل، و (فيوحي) عطف على (يُرْسل)، وتقدم التنبيه على اختلافهم في الهمزتين من (يَشَاءُ إِنَّهُ) في الحرف المتقدم.