للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على التوحيد، والباقون: (آيَاتٌ) على الجمعِ (١).

...

{إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٨)} [يوسف: ٨].

[٨] {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ} اللامُ فيه جوابُ القسم، تقديرُه: واللهِ ليوسفُ {وَأَخُوُه} بنيامينُ.

{أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا} وكان يعقوبُ شديدَ الحبِّ ليوسفَ، فكان يرى منه الميلُ إليه ما لا يرى لإخوته.

{وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} جماعةٌ عشرةٌ تُعْصَبُ بنا الأمورُ، وفينا كفايةٌ، ويفضِّلُهما علينا، ولا كفايةَ فيهما؛ لصغرهما، وأصلُ العصبةِ والعصابةِ التَّعَصُّبُ والشَّدُّ، وتطلق على الثلاثةِ أو العشرةِ إلى الأربعين.

{إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} أي: خطأ من رأيهِ ظاهرٌ؛ لاختيارِهما علينا، وليسَ المرادُ الضلالَ عن الدين. قرأ أبو عمرٍو، وعاصمٌ، وحمزةُ، ويعقوبُ: (مُبينِ اقْتُلُوا) بكسرِ التنوينِ في الوصلِ لالتقاءِ ساكن التنوين والقافِ، وقرأَ الباقونَ: بكسر النونِ وضمِّ التنوين إتباعًا لضمةِ التاءِ ومراعاةً لها، واختلِف عن ابنِ ذكوانَ في الكسرِ والضمِّ، والوجهانِ صحيحان عنه (٢).


(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٤٤)، و"التيسير" للداني (ص: ١٢٧)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٤٣٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ١٤٩).
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٤٥)، و"التيسير" للداني (ص: ١٢٧)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ١٥٠).