{يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا} مصدر {مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ} أي: نطفًا، ثم علقًا، ثم مضغًا، ثم عظامًا، ثم خلقًا سويًّا. قرأ حمزة:(إِمِّهَاتِكُمْ) بكسر الهمزة والميم، وقرأ الكسائي: بكسر الهمزة فقط، وكل منهما بشرط الوصل، وقرأ الباقون: بضم الهمزة وفتح الميم، واتفقوا على الابتداء كذلك (١).
{فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ} هي ظلمة البطن، والرحم، والمشيمة.
{ذَلِكُمُ اللَّهُ} الذي خلق هذه الأشياء {رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} فكيف تعدلون عن طريق الحق، وبأي سبب تضلون؟!
[٧] ثم بين أن لا حاجة به إليهم، فقال:{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى} مع ذلك.
{لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} رحمة لهم إذا وقعوا فيه {وَإِنْ تَشْكُرُوا} لله تعالى، فتؤمنوا {يَرْضَهُ} أي: يرضى الشكر {لَكُمْ} لأنه سبب فلاحكم. قرأ ابن كثير، والكسائي، وخلف:(يَرْضهُ) بإشباع ضمة الهاء، وقرأ السوسي عن أبي عمرو: بإسكان الهاء، وقرأ نافع، وحمزة، ويعقوب، وحفص عن