للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{الْعَالَمِينَ} أصنافِ الخلائق، فكلُّ موجودٍ سوى الله يقال لجملته: عالَمٌ، واشتقاقه من العَلَم، وهو العلامةُ، سُمُّوا به، لظهور أثر الصنعةِ فيهم، وعَلَمُهم وجودُ الصانعِ -جلَّت قدرتُه-.

...

{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣)}.

[٣] {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} تقدم تفسيرُهما في البسملة.

{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)}.

[٤] {مَالِكِ} قرأ عاصم والكسائيُّ ويعقوبُ وخلفٌ (مَالِكِ) بألف بعد الميم، والمعنى أن الله تعالى يملك ذلكَ اليومَ أن يأتيَ به كما يملكُ سائرَ الأيام، لكن خصَّصه بالذكر؛ لعظمهِ في جمعه وحوادثه. وقرأ الباقون (مَلِكِ) بغيرِ ألفٍ (١). المعنى: أنه ملكُ الملوكِ في ذلك اليوم، لا مُلْكَ لغيره. وقرأ أبو عمرو (الرَحِيم مَّلِكِ) بإدغام الميم في الميم (٢)، وكذلك يدغم كلَّ حرفين، سواءٌ كانا مثلين، أم جنسين، أم متقاربين، إذا لم ينون الأول نحو: {وَاسِعٌ عَلِيمٌ (١١٥)} [البقرة: ١١٥]، أو يشدّد نحو: {فَتَمَّ مِيقَاتُ} [الأعراف: ١٤٢]، أو تاء متكلم نحو: {كُنْتُ تُرَابًا} [النبأ: ٤٠]، أو مخاطَبٍ نحو:


(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ١٠٤)، و"الحُجَّة" لابن خالويه (ص: ٦٢)، و"التيسير" للدَّاني (ص: ١٨)، و"تفسير البغوي" (١/ ٥)، و"معجم القراءات القرآنية" (١/ ٧).
(٢) انظر: "تفسير البغوي" (١/ ٥)، "معجم القراءات القرآنية" (١/ ٦).