{وَمَنْ بَلَغَ} أي: ومن بلَغَهُ القرآنُ إلى يومِ القيامةِ، وهو دليلٌ على أنَّ أحكامَ القرآنِ تعمُّ الموجودينَ وقتَ نزولِه ومَنْ بعدَهم، وأنه لا يُؤاخَذُ بها من لم يبلغْهُ، ثم استفهمَ مُوَبِّخًا فقالَ:
{أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى} فإن شهدوا، فأنت.
{قُلْ لَا أَشْهَدُ} مثلَ شهادتِكم.
{قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ} أي: بل أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا هوَ.
{وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} يعني: الأصنامَ. واختلفَ القراءُ في (أَئِنَّكُمْ) فقرأ نافعٌ، وابنُ كثيرٍ، وأبو عمرٍو، وأبو جعفرٍ، ورُوَيْسٌ عن يعقوبَ: بتحقيقِ الهمزةِ الأولى، وتسهيلِ الثانيةِ بينَ بينَ؛ أي: بينَ الهمزةِ والياء،