للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[١٤٥] {وَكَتَبْنَا لَهُ} أي: لموسى.

{فِي الْأَلْوَاحِ} جمعُ لَوْح، سُمِّي بهِ لأنّه يلوحُ فيه ما يُكْتَبُ، والمرادُ: ألواحُ التوراةِ، وفي الحديثِ: "كَانَتْ مِنْ سِدْرِ الجنَّةِ، طولُ اللَّوْحِ اثنا عَشَرَ ذِرَاعًا" (١)، وقيلَ: كَانَتْ من زُمُرُّدٍ، وقيلَ: من ياقوتةٍ حمراءَ، وقيل: من زَبَرْجَدٍ، وقيلَ: من صخْرَةٍ صماء (٢) لَيَّنَها اللهُ لموسى، فقطعَها بيدِه، ثمّ شقَّها بأصابعِه فأطاعَتْه كالحديدِ لداودَ، وكانت عشرةً، وقيل: سبعةً، وقيل: وقْرَ سبعينَ بعيرًا، كلُّ لوحِ كطولِ موسى، وإضافةُ الكتابةِ إلى نفسِه على جهةِ التشريفِ؛ إذْ هيَ مكتوبةٌ بأمرِهِ، كتبها جبريلُ بالقلمِ الّذي كتبَ به الذِّكْر، واستمدَّ من نهرِ النورِ، وسمعَ موسى صريرَ القلمِ بالكلماتِ العشرِ.

{مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} ممّا أُمروا به، ونُهوا عنه، وعن مقاتل: كتب في الألواحِ: إِنِّي أَنَا اللهُ الرّحمنُ الرحيمُ، لا تُشْركوا بي شيئًا، ولا تَقْطَعوا السبيلِ، ولا تَحْلِفوا باسمي كاذبًا؛ فإنَّ من حلفَ باسمي كاذبًا، فلا أُزكيه، ولا تَقتلوا، ولا تَزْنوا، ولا تَعقُّوا الوالدينِ.

{مَوْعِظَةً} تذكيرًا وتحذيرًا بما يُخافُ عاقبتُه.

{وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ} تبيينًا لكلِّ ما يحتاجون في دينهم إليه.

{فَخُذْهَا} أي: الألواحَ {بِقُوَّةٍ} بجدٍّ واجتهادٍ.

{وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا} بالأحسنِ منها، وهو الجمعُ بينَ فضائِلها وفرائِضها.


(١) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٥/ ١٥٦٣).
(٢) "صماء" ساقطة من "ش".