للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٧)}.

[١٩٧] {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} كرره لتببينِ أنَّ ما يعبدونه لا ينفعُ ولا يضرُّ.

* * *

{وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (١٩٨)}.

[١٩٨] {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ} أي: الأصنامَ.

{إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا} مبالغةٌ في التوبيخ.

{وَتَرَاهُمْ} يا محمدُ {يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ} يُشْبهون الناظرينَ إليك؛ لأنّهم صُوِّروا بصورةِ مَنْ ينظر إلى مَنْ يواجهُه.

{وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} لأنّ أعينَ الأصنامِ مصنوعةٌ.

* * *

{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (١٩٩)}.

[١٩٩] {خُذِ الْعَفْوَ} أي: المساهلةَ، وهو ضدُّ الصَّعب، رُويَ أنّه لما نزلتْ هذه الآيةُ، قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لجبريلَ: "مَا هَذَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ" (١).


(١) رواه عبد الرزّاق في "التفسير" (٢/ ٢٤٦)، والطّبريّ في "تفسيره" (١٣/ ٣٠٣)، =