[٧٨]{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ} لله، ومن أجل إعلاء دينه {حَقَّ جِهَادِهِ} بنية صادقة خالصة لله عز وجل، وقد روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من غزوة تبوك قال:"رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر"(١)، وأراد بالجهاد الأصغر: جهاد الكفار، وبالأكبر: جهاد النفس.
{هُوَ اجْتَبَاكُمْ} اختاركم {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} ضيق في شرعة الملة، والحرج: ما يتعذر عليه الخروج عما يقع فيه، وذلك أنها -أي: الملة- حنيفة سمحة، ليست كشدائد بني إسرائيل وغيرهم، بل فيها التوبة والكفارات والرخص، ونحو هذا مما كثر عده.
{مِلَّةَ} أي: كَمِلَّة {أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} ونصب بنزع حرف الصفة، وقوله:{مِلَّةَ أَبِيكُمْ} خطاب للعرب؛ لأنهم كانوا من نسل إبراهيم.
{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} المعنى: الله سماكم المسلمين.
{مِنْ قَبْلُ} أي: من قبل إنزال القرآن في الكتب المتقدمة.
(١) قال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (٢/ ٣٩٥): غريب جدًّا، وذكره الثعلبي هكذا من غير سند. ورواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١٣/ ٥٢٣)، عن جابر -رضي الله عنه- بإسناده فيه ضعف. وانظر: "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (ص: ١٩٦)، و"الفتح السماوي" للمناوي (٢/ ٨٥١)، و"كشف الخفاء" للعجلوني (١/ ٥١١).