للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ما يأثم بفعله، ويثاب على تركه بنيةِ التقربِ إلى الله تعالى، قرأ أبو جعفرٍ، وابنُ عامر (تكون) بالتاء على التأنيث (ميتةٌ) رفع، أي: إلا أن تقع ميتة، وأبو جعفر على أصله في تشديد الياء. وقرأ ابنُ كثيرٍ، وحمزةُ: (تَكُونَ) بالتأنيث (مَيْتةً) نصبٌ على تقديرِ اسم مؤنثٍ؛ أي: إلا أن تكونَ النفسُ أو الجثةُ ميتةً، وقرأ الباقونَ: بالياء على التذكير (ميتةً) نصبٌ؛ يعني: إلا أن يكونَ المطعومُ ميتةً (١).

{أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا} مصبوبًا.

{أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ} حرامٌ.

{أَوْ فِسْقًا} عطف على {لَحْمَ خِنْزِيرٍ}، وما بينهما اعتراض للتعليل.

{أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} ذُبح على غيرُ اسمِ الله، وسُمي ما ذُبح على غير اسم الله فسقًا؛ لتوغُّله في الفسقِ.

{فَمَنِ اضْطُرَّ} إلى أكلِ شيءٍ من هذه المحرماتِ، فأكلَ.

{غَيْرَ بَاغٍ} على مضطرٍ مثلِه.

{وَلَا عَادٍ} قدرَ الضرورةِ.

{فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} لا يُؤاخذه. وتقدَّم اختلاف القراء في قوله: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} ومذاهبُ الأئمةِ في حكمِ أكلِ الميتةِ في سورةِ البقرةِ عندَ تفسيرِ قولهِ تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ} [البقرة: ١٧٣].


(١) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٠٨)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٦٦)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٢١٩)، و"معجم القراءات القرآنية" (٢/ ٣٣٠).