للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{أَمْرَ رَبِّكُمْ} وهو انتظارُ موسى ليأتِيَهم بالتوراة بعدَ أربعينَ ليلةً، وأصلُ العجلةِ: طلبُ الشيءِ قبلَ حينه.

{وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ} الّتي فيها التوراةُ غَضَبًا لدينِه، وكان حاملًا لها، فتكَسَّرَتْ، فرفعَ ستةَ أسباعِ التوراةِ، وبقي سُبْعُها، وهو ما فيه الموعظةُ والأحكامُ، ورفعَ ما كانَ من أخبارِ الغيبِ.

{وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ} أي: بشعرِ رأسِه ولحيتِه {يَجُرُّهُ إِلَيْهِ} غَضبًا عليه؛ كيفَ مَكَّنَهم من عبادةِ العجلِ، وكانَ هارونُ أكبرَ من موسى بثلاثِ سنينَ، وأحبَّ إلى بني إسرائيل؛ لرقَّتِه لهم.

{قَالَ} هارونُ عندَ ذلكَ: {ابْنَ أُمَّ} قرأ ابنُ عامرٍ، وحمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ، وأبو بكرٍ عن عاصم: (ابْنَ أُمِّ) بكسرِ الميم؛ أي: يا بن أمي، فحذفت الياء بالإضافة، وبقيتِ الكسرة لتدلَّ على الإضافة؛ كقوله: (يَا عِبَادِ)، وقرأ الباقون: بالفتح؛ أي: يا بنَ أماهُ (١)، وذَكَرَ الأُمَّ ليرقِّقَهُ عليه، وكانا من أبٍ وأمٍّ.

{إِنَّ الْقَوْمَ} يعني: عبدةَ العجل.

{اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا} هَمُّوا أن.

{يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ} تُفرِحْ {بِيَ الْأَعْدَاءَ} بإهانتِكَ إيايَ.

{وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين} بعبادةِ العجلِ؛ أي: قرينًا لهم.

* * *


(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٢٩٥)، و"التيسير" للداني (ص: ١١٣)، و "تفسير البغوي" (٢/ ١٥٤)، و"الأمالي" لابن الشجري (٢/ ٧٥)، و"معجم القراءات القرآنية" (٢/ ٤٠٦).