للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جبريلَ. قال عِكْرمة: ألقي في رُوعِهِ أنه إذا أُلقي في شيءٍ، غيَّرهُ، وكان بنو إسرائيل قد استعاروا حُلِيًّا كثيرةً من قوم فرعون؛ حين أرادوا الخروج من مصرَ بعلَّة عرسٍ لهم، فأهلكَ الله فرعونَ، وبقيت تلك الحليُّ لهم في أيدي بني إسرائيل، فلما فصل موسى، قال السامري لبني إسرائيل: إن الحليَّ التي استعرتموها من قومِ فرعونَ غنيمةٌ لا تَحِلُّ لكم، فاحفِروا حفرةً وادفنوها فيها حتى يرجعَ موسى، فيرى فيها رأيه، فلما اجتمعتِ الحليُّ صاغها السامريُّ عِجْلًا في ثلاثة أيام، ثم ألقى فيها القبضةَ التي أخذها من ترابِ فرسِ جبريلَ، فخرج عجلًا من ذهبٍ مُرَصَّعًا بالجواهر كأحسنِ ما يكونُ، وخار خَوْرَةً، فقال السامري: {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} [طه: ٨٨]، أي: فتركه هاهنا، وخرج يطلبه، وكان بنو إسرئيل قد اختلفوا الوعد، فعدوا اليومَ مع الليلة يومين، فلما مضى عشرون يومًا، ولم يرجعْ موسى، وقعوا في الفتنة، وعبدوا العجلَ كلُّهم إلا هارونَ مع اثني عشرَ ألفَ رجل (١)، فذلك قولُه تعالى:

{ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ} إلهًا.

{مِنْ بَعْدِهِ} أي: بعد ذهابه إلى الطور. قرأ ابنُ كثيرٍ، وحفصٌ، ورويسٌ: (اتَّخَذْتم) حيث وقع بإظهار الذال، والباقون بإدغامها.

{وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ} ضارُّون لأنفسِكم بالمعصيةِ، واضعونَ العبادةَ في غير موضعها.


(١) وانظر: "تفسير الطبري" (١/ ٢٨٢).