للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ} إماكم {عَلَى الْبِغَاءِ} الزنا.

{إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} إن طلبن تعففًا وامتناعًا عن الزنا، [و (إِنْ) هنا بمعنى (إِذْ)؛ لأنه لا يجوز إكراههن على الزنا] (١) إن لم يردن التحصن، نزلت في عبد الله بن أبيِّ بن سلول المنافق، كانت له ست جوار يكرههن على الزنا، وضرب عليهن الضرائب -جمع الضريبة، وهي الغلة المضروبة على العبد والجزية-، فشكا بعضهن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت (٢). قرأ الكوفيون، وابن عامر، وروح عن يعقوب: (الْبِغَاءِ إِنْ) بتحقيق الهمزتين، وأبو عمرو: بإسقاط الهمزة الأولى، وقرأ قالون، والبزي: بتسهيل الأولى بين بين، مع تحقيق الثانية، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، واختلف عن قنبل وورش، فروي عن الأول جعل الهمزة الثانية بين بين، وروي عنه إسقاط الهمزة الأولى، وهو الذي عليه الجمهور من أصحابه، وروي عن الثاني إبدال الهمزة الثانية ياء مكسورة، وروي عنه تسهيلها بين بين (٣).

{لِتَبْتَغُوا عَرَضَ} أي: أموال {الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} بكسبهن وبيع أولادهن.


(١) ما بين معكوفتين زيادة من "ت".
(٢) رواه مسلم (٣٠٢٩)، كتاب: التفسير، باب: في قوله تعالى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ}، عن جابر -رضي الله عنه- قال: كان عبد الله بن أبي سلول يقول لجارية له: اذهبي فابغينا شيئًا، فأنزل الله -عز وجل-. وفي لفظ: أن جارية لعبد الله بن أبي سلول يقال لها مسيلة، وأخرى يقال لها أميمة، فكان يُكرههما على الزنا، فشكتا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله. وانظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: ١٨٧ - ١٨٨).
(٣) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣٢٤)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٢٥٠ - ٢٥١).