للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الباقون: (سَحَابٌ) (ظُلُمَاتٍ) كلاهما بالرفع والتنوين (١)، فيكون تمام الكلام عند قوله: (سَحَابٌ)، ثم ابتدأ.

{ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} فشبهت أعمال الكفار واغترارهم بها بسراب يغتر به من طلبه، ثم شبهت لسوادها لكفرهم بظلمات بعضها فوق بعض، والمراد؛ ظلمة الموج على ظلمة البحر، وظلمة الموج على الموج، وظلمة السحاب على الموج، فشبه عمل الكافر بالظلمات، وقلبه بالبحر، وما يغشى قلبَه من الشرك بالموج، والختم على قلبه بالسحاب، فكلامه ظلمة، وعمله ظلمة، وقلبه وجميع أحواله ظلمة، ومصيره إلى جهنم.

{إِذَا أَخْرَجَ} يعني الناظر (٢) {يَدَهُ لَمْ يَكَدْ} لم يقرُبْ من أن {يَرَاهَا} فضلًا أن يراها؛ لشدة الظلمة.

{وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا} هداية وإيمانًا في الدنيا.

{فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} هداية في الآخرة إلى الجنة.

نزلت هذه الآية عامة في جميع الكفار، وقيل: إنها نزلت في عتبة بن ربيعة بن أمية، تَعَبَّدَ في الجاهلية، ولبس المسوح، والتمس الدين، فلما جاء الإسلام، كفر (٣).

...


(١) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٦٢)، و"الكشف" لمكي (٢/ ١٣٩)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٣٠٥ - ٣٠٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٣٥٩ - ٢٦٠).
(٢) "يعني الناظر" زيادة من "ت".
(٣) انظر: "تفسير البغوي" (٣/ ٣٠٦).