نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - بداخلِ الحُجْرَةِ الشريفةِ بِطَيْبَةَ المشرَّفَةِ، وقبرِ الخليلِ -عليه السلام- بداخلِ الحيِّزِ السُّليمانيِّ، وما عداهما من الأنبياء -عليهم السلام-، فمحل قبورهم بالظنِّ لا بالقَطْع. قرأ هشامٌ:(إبْرَاهَام) بالألفِ جميعَ ما في هذه السورة، وجملتُه خمسةَ عشرَ موضعًا، واختُلِف عن ابنِ ذكوانَ، وكذلك رُوي عنهما في مواضعَ أخرَ يأتي ذكرُها في محلِّها، جملتُها ثمانيةَ عشرَ موضعًا غيرَ ما في هذه السورة، ووجهُ خصوصيّةِ هذه المواضعِ، وهي ثلاثةٌ وثلاثون موضعًا: أنها كُتبت في المصاحف الشامية بحذفِ الياء منها خاصَّةً، وكذلك وُجدت في المصحفِ المدنيِّ، وكُتب في بعضها في سورة البقرة خاصَّةً، ورُوي عن أبن عامرٍ الألفُ في جميع القرآن (١).
{رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ} هنَّ شرائعُ الإسلام.
{فَأَتَمَّهُنَّ} أي: أَدَّاهُنَّ وعملَ بهنَّ.
{قَالَ} الله {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} يُقْتدى بكَ في الخير.
{قَالَ} إبراهيمُ {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} أي: من أولادي أيضًا، فاجعلْ منهم أئمةً يُقْتدى بهم.
{قَالَ} الله تعالى:
{لَا يَنَالُ} لا يصيب.
{عَهْدِي الظَّالِمِينَ} أي: مَنْ كان منهم ظالمًا لا يصيبُه عهدي؛ أي: الإمامةُ. ونصب {الظَّالمين}؛ لأن العهدَ يَنالُ كما يُنال. قرأ حمزةُ، وحفصٌ