للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} يهديهم ويرحمهم بما أدوا من الأمانة، ونصبه عطف على (لِيُعَذِّبَ)، واللام في قوله (لِيُعَذِّبَ) متعلقة بحمل؛ أي: حملها؛ ليعذب العاصي، ويثيب المطيع.

{وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} حيث تاب على فرطاتهم، وأثاب بالفوز على طاعاتهم.

وقد تقدم في تفسير هذه السورة (١) أن من خصائص رسول الله وجوب تخيير نسائه بين فراقه والإقامة معه، وأن يتزوج بأي عدد شاء، وأن يتزوج بلا ولي ولا شهود، وإذا خطب امرأة يحرم على غيره خطبتها حتى يتركها، وله خصائص غير ذلك، منها: أن له أن يتزوج في زمن الإحرام، وكان واجبًا عليه السواك والأضحية والوتر، ووجب عليه قيام الليل ولم ينسخ، وفرض عليه إنكار المنكر إذا رآه على كل حال.

ومُنِع من الرمز بالعين، والإشارة بها، وإذا لبس لأْمَة الحرب أن ينزعها حتى يلقى العدو، ومنع أيضًا من الشِّعر والخط وتعليمهما، ومنع من نكاح الكتابية كالأَمَةِ مطلقًا، ومنع من الأخذ من صدقة التطوع.

وأبيح له الوصال في الصيام، وهو ألَّا يفطر بين يومين فأكثر، وأبيح له خمس خمس الغنيمة وإن لم يحضره، وأبيح له الصفا من المغنم، وهو ما كان يختاره قبل القسمة؛ كجارية وعبد وثوب وسيف ونحوه، ودخول مكة محلًا ساعة، وإذا ادعي عليه أو ادعى هو فقوله بلا يمين، وجعلت تركته صدقة، وله أخذ الماء من العطشان، ويلزم كلَّ أحد أن يقيه بنفسه وماله، فله طلب ذلك، وحرم على غيره نكاح زوجاته فقط، وتقدم في


(١) عند تفسير الآية (٥٠).